روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | كيف أرتقي بإيماني؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > كيف أرتقي بإيماني؟


  كيف أرتقي بإيماني؟
     عدد مرات المشاهدة: 2734        عدد مرات الإرسال: 0

أختي الحبيبة: تخيلي معي أن الإيمان جبل أشم يمتد أمامك وله قمة عالية، هذا الجبل يتكون من أربع أنواع من الأحجار: علم القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح.

فإذا تعلم قلبك علما صحيحا على السنة يعتقده يرتقي على نوع من الأحجار.

وإذا عمل قلبك عملا صحيحا على السنة من محبة وصدق وإخلاص يرتقي على نوع آخر.

وإذا قال لسانك قولا صحيحا على السنة من الطاعات المنصوص عليها: من دعوة وذكر..الخ يرتقي على نوع ثالث من الأحجار.

وإذا عملت جوارحك عملا صحيحا من أعمال البر الموافقة للسنة يرتقي على نوع رابع.

وإذا تواطأ كل هذا يرتقي على الأحجار جميعا معا، فجماع الأمر نية صالحة -عمل القلب- مع عمل على السنة -علم القلب وقول اللسان وعمل الجوارح-.

وفي سيرنا إلى الله تعالى من مولدنا إلى موتنا نحن بين الرقي والفتور، إما نصعد وإما ننزل، وطالما أننا بين صعود وهبوط، فهذا هو القلب المجاهد، فإذا ركن إلى الهبوط صار مريضا، وإذا اجتهد في الصعود فهو مجاهد، وإذا سقط في الوادي أسفل الجبل فهو القلب الميت نسأل الله السلامة وهو قلب الكافر خارج حدود جبل الإيمان، وفي الجبل نفق من داخله يقود إلى أسفل الوادي من إختار هذا النفق فهو القلب المنافق.

وإذا بلغ القمة فلا تضره شهوة ولا شبهة فهو القلب السليم، قال تعالى يقص علينا قول إبراهيم عليه السلام: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ*يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:87-89].

وزادُ الصاعد إلى الجبل لابد أن يجمع بين العلم ليعتقده، وعمل القلب والجوارح، وقول اللسان فكلما زاد إرتفع وكلما نقص هبط، والزيادة تتنوع بين الواجبات والمستحبات، وبين ترك المحرمات والمكروهات لله.

وأما المباحات فيأخذ منها بقدر ما يعينه على الصعود، فإن أخذ منها ما يعينه على العمل لله فهو المحب الصادق ولا يضره محبة القلب لهذه المباحات، وإن أخذ منها بما يؤدي لمعصية الله فهو الظالم، وإن أخذ منها ليسعد نفسه فحسب دون أن يحتسب هذه السعادة كعون له على الطريق فلم يستعن بها على الصعود في طريق الإيمان فهو مقتصد ولا نقول يأثم ولكن نقول ينقص من إيمانه بقدر تعلق قلبه.

وعلى الجبل أحجار كريمة تتألق كلما صعد المسلم قد ينال منها جوهرة وهي كرامات من الله تعالى لتعينه على الثبات كإجابة دعاءه ومحبة الخلق له...الخ فإذا تعلق قلبه بالجوهرة وإنشغل بها هبط قليلا، وإن حمد الله عليه وكانت له عون على الطريق ولم يتعلق القلب بها صعد وإستكمل الطريق.

مع ملاحظة أن عدمها لا يعني عدم ارتقائه بل قد تعني أنه ثابت بإذن الله ولا يحتاج إليها.

ونحن في الحياة نجاهد، نجاهد ألا نسلك النفق الذي يقود إلى أسفل، نجاهد ألا نهبط، وكلما إرتقينا نصير أقرب للقمة وهو القلب السليم، ومن بلغ القمة لن يقول بثقة قد بلغت القمة، لأن من بلغ القمة فقد علم حقيقة نفسه وحقيقة مولاه فيرى لله كل فضل ولا يرى لنفسه أي فضل، ومن هنا نفهم أقوال الأنبياء والصالحين من الصحابة ممن بلغ القمة.

وفقك الله لكل خير وأعانك على الطاعة ورزقك القلب السليم.

الكاتب: سارة بنت محمد.

المصدر: موقع صيد الفوائد.